التقارب التركي مع دول المغرب العربي كبّد اقتصاداتها خسائر بنحو 5 مليار دولار

وسط تحرك شعبي لرفض توسع مصالح أنقرة في شؤون المغاربة أحداث مهمة

3 أغسطس، 2020


  • التدخل التركي في ليبيا ودول المغرب العربي يهدد وحدة شعوبها
  • انقسامات كبيرة داخل المجتمعات المغاربية وخاصة في ليبيا وتونس

ادارة أبحاث المركز

(MenaCC)

ملخص :

ظهرت انقسامات كبيرة داخل المجتمعات المغاربية وخاصة في ليبيا وتونس بسبب زيادة التدخل التركي في الشؤون الداخلية لهذه الدول في حين استطاعت الجزائر والمغرب مع بعض التفاوت السيطرة الى حد ما على تمدد النفوذ التركي داخلها. هذا التمدد خلال العقد الماضي كلف اقتصادات المغرب العربي خسائر اقتصادية كبرى.

وحسب رصد قام به مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC) فان الانقسامات ظهرت على مستوى الأحزاب والتيارات السياسية في تونس وليبيا ودول مغاربية أخرى حيث زادت الخلافات بينها حول مسألة دعم التقارب مع تركيا. وانتقل الخلاف من دائرة الأحزاب السياسية الى المجتمع المدني المغاربي الذي زادت حدة الخلاف بين بعض مواطنيه على منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لتأييد التدخل التركي في الشأن المغاربي.

وأدى التقارب التركي مع دول المغرب العربي الى أكبر عجز تجاري لهذه الدول مع أنقرة منذ ربع قرن. وقدر العجز التجاري المتراكم خلال العقد الماضي نحو 5 مليار دولار (نحو 725 مليون دولار تونس[1]، و1.9 مليار دولار المغرب[2] ونحو 1.1 مليار دولار الجزائر[3]، و58 مليون دولار موريتانيا[4]، وليبيا 1.2 مليار دولار[5]) مع مخطط لمضاعفة الصادرات التركية الى ليبيا على المدى القصير بنحو عشر مرات الى نحو 10 مليار دولار[6].

ونجحت أنقرة في تعزيز نفوذها الناعم عبر وسائل مختلفة لعل أبرزها زيادة الترويج لتركيا داخل هذه الدول عبر قنوات إعلامية واستثمارية وسياسية مختلفة وعبر كسب ولاءات جهات سياسية في هذه الدول، ثانياً عبر دعم الشراكات الدفاعية خاصة مع ليبيا وتونس والجزائر، وأخيرا عبر زيادة التمثيل التجاري في دول المغرب العربي وقلب ميزان التبادل التجاري لصالحها خلال السنوات التي عقبت ثورات الربيع العربي التي اكتسحت خاصة كلا من تونس وليبيا.  اذ بفضل التقارب التركي مع جهات حاكمة في تونس ارتفعت الصادرات التركية الى ليبيا بنحو الضعف خلال يونيو الماضي[7] مع ارتفاع ملحوظ أيضا نحو الوجهة التونسية خلال الفترة نفسها[8].

وفي حين تعاني الدول المغاربية عدم تكافؤ الاستفادة من التقارب مع تركيا خاصة على المستوى التجاري، بات يمثل العجز التجاري مشكلة في علاقة تركيا مع بعض بلدان المغرب العربي أبرزها تونس والتي تسعى أنقرة الى بلورة شراكة استراتيجية محتملة معها بعد زيادة التدخل العسكري في ليبيا.

وفي تقرير بحثي لمركز (MenaCC) حول واقع وآفاق تطور الرفض الشعبي للتدخل التركي في دول المغرب العربي، بات يمثل التقارب بين تركيا ونخب حاكمة في كل من تونس وليبيا سبباً مباشرا في تعميق خلافات جوهرية ظهرت في برلمانات تونس وليبيا بين الكتل السياسية. وزادت على إثر ذلك وتيرة الانتقادات الموجهة للحركات الإسلامية السياسية[9] الممثلة برلمانياً بتهمة تسهيل ودعم التدخل التركي بعد ادعاءات باستغلال الرئيس رجب طيب أردوغان التقارب الأيديولوجي مع بعض السياسيين أبرزهم رئيس حركة النهضة الإسلامية ورئيس مجلس نواب الشعب التونسي في الوقت نفسه راشد الغنوشي[10] من أجل تسهيل زيادة النفوذ التركي في تونس وليبيا.

ومع ذلك، فإن دعم تونس المفتوح للموقف التركي بشأن ليبيا يبدو غير مرجح إلى حد كبير بالنظر إلى الرفض الواسع للمجتمع التونسي التي تغلب عليها تطلعات الحداثة للانخراط في الاصطفاف وراء المحاور المدعومة إقليمياً وأجنبيا في الصراع الليبي. وألقت بعض الدوائر السياسية في تونس باللوم على أنقرة في محاولة جر تونس إلى مشكلات ليبيا في حين أُظهر الجمهور التونسي قلقاً اتخذ منحى تصاعدياً منذ 3201 [11]ازاء محاولات انحراف سياستهم الخارجية عن موقفها التقليدي المحايد تجاه النزاعات الإقليمية خاصة النزاع الليبي.[12]

ونجحت السلطات التركية في استغلال تقاربها مع الحركات الإسلامية في كل من تونس وليبيا من اجل زيادة رفع مصالحا وإيراداتها التي تعززت بنحو 40 في المئة في الخمس سنوات الأخيرة. وتتطلع انقرة لزيادة تعزيز هذه المصالح بزيادة الحصول على تسهيلات أكبر تمكن مستثمريها من توسيع نفوذهم التجاري في هذه الدول.

كما تعمل تركيا على مخطط تقسيم ليبيا وجعل حليف لها من خلال اتفاقيات استراتيجية تحول طرابلس الى حليف عسكري وتجاري. وفي ظل ارتباك ادارة البيت الأبيض والحكومات الاوروبية على مستوى سياساتها الخارجية بفضل الصدمة الكبيرة التي خلفها وباء كورونا على مستوى اقتصاداتها الداخلية، تزيد وتيرة توسع نفوذ التركي.

أسباب إصرار تركيا على الانفتاح على ليبيا ودول المغرب العربي

يبدو أن البلدان المغاربية لا تزال تحتل مكانة خاصة في نموذج السياسة الخارجية الجديد لأنقرة، اذ لطالما تطلعت إلى ليبيا وأفريقيا[13] بشكل خاص من اجل زيادة نفوذها التجاري وتوسيع شبكة مصالحها.

بالتوازي مع ارتفاع نشاطها العسكري في ليبيا وتسارع خطوات انفتاحها على القارة الأفريقية في السنوات الخمس الماضية، سعت أنقرة ومازالت نحو تعزيز علاقاتها الجيواستراتيجية والاقتصادية مع دول المغرب العربي. ومن أجل ذلك عدلت من أولويات سياستها الخارجية خاصة مع ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وأصبحت مواقف تركيا أكثر ليونة مع قضايا دول المغرب العربي.

ويتضح الاهتمام التركي المتزايد بالشأن المغاربي من خلال نمو التغطية شبه اليومية للأحداث المغاربية في وسائل الإعلام التركية. فضلاً عن ذلك، في اجراء غير مسبوق منذ نحو أكثر من 80 عاماً، تخطط تركيا تدريجيا لزيادة تعليم اللغة العربية في الداخل التركي من أجل تسهيل زيادة التقارب مع حلفائها العرب وتوسيع نفوذها داخل هذه الدول. وزاد اهتمام السلطات في تركيا بزيادة تعليم اللغة العربية داخل تركيا[14]، وهو ما يعكس نية زيادة رفع التبادل الثقافي مع العالم العربي. كما ظهرت بعض الترجمات العربية لعدد من الهيئات والمؤسسات في تركيا ولعل آخرها مسجد “آيا صوفيا” الذي كتب اسمه على اللافتة بالتركية مع ترجمة عربية وحيدة.

وبصرف النظر عن حرص أنقرة على تنمية هذه العلاقات مع هذه الدول من أجل عدم اعتراضها على تعزز الوجود العسكري التركي في ليبيا، الا أن التقارب التركي مع هذه الدول يهدف أيضًا لدعم انفتاح أنقرة على العمق الافريقي من البوابة المغاربية.

وتراهن حكومة أردوغان على التقارب الحذر مع الجزائر الدولة الأكبر في المنطقة المغاربية لكسب حيادها الإيجابي وعدم ممانعة زيادة الحضور التركي في ليبيا التي تجمعها مع الجزائر علاقة جوار. حيث برزت الجزائر كأولى الدول التي سعى أردوغان عندما كان رئيسا للوزراء لتوطيد العلاقات معها منذ 2006، حينها تم توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون التي تمثل اليوم أساساً قوياً للعلاقات الثنائية.

وتعتبر الجزائر اليوم رابع أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال إلى تركيا بعد روسيا وإيران وأذربيجان. كما توصل تكتل تركي إلى اتفاق مع سوناطراك الجزائرية في 2018، لإنشاء موقع للبتروكيماويات في أضنة بقيمة 1.4 مليار دولار. كما تجري اتصالات متبادلة بين البلدين لإجراء حفر مشترك في أعماق البحار والبحث الزلزالي قبالة سواحل الجزائر.

ونتيجة التقارب التركي الجزائري أصبحت تركيا بين كبار المستثمرين في الجزائر اذ ارتفعت قيمة الاستثمارات التركية الى نحو 3.5 مليار دولار في نهاية عام 2019.

وتحرص تركيا على تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري مع دول المغرب العربي خاصة تونس وليبيا والجزائر. هذا الحرص ينبع من اهتمام انقرة بنيل تفهم من هذه الدول ونوع من التأييد للتدخل في الملف الليبي وعدم ممانعتها زيادة الحضور التركي.

ويبحث الاتراك عقد صفقات مربحة مستغلين الانقسامات في الدول المغاربية والتنافس المغرب الجزائري. وبدل التدخل سياسياً لحل الازمة المغربية الجزائرية، عرضت تركيا على الجزائر إمكانية عقد صفقات سلاح.

بالنسبة للمغرب، اكتسبت التجارة الثنائية مع تركيا زخماً بعد اتفاقية التجارة الحرة في عام 2006، حيث وصلت إلى أكثر من 2،7 مليار دولار في عام 2018. كما زاد عدد الشركات التركية العاملة حاليا في المغرب لتصل إلى أكثر من 150.  لكن العلاقات الاقتصادية تدهورت حيث أجبر العجز التجاري الضخم لصالح تركيا الرباط على طلب إعادة تقييم اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين. وقد تسببت الاتفاقية بنتائج عكسية على الاقتصاد المغربي حيث سجلت البلاد عجزا تجاريا قدره 1.9 مليار دولار مع تركيا.

جاء التقارب التركي المغاربي والاتفاقيات التجارية المشتركة خاصة توسع المناطق الحرة بنتائج عكسية على الاقتصادات المغاربية حيث سجلت هذه الدول عجزا تجاريا مع تركيا تعمق خلال الخمس سنوات الأخيرة مع زيادة رواج السلع التركية في الأسواق المغاربية.

تضرر الاقتصادات المغاربية من التقارب مع تركيا

مع توسع الحضور العسكري التركي في ليبيا، تسارعت وتيرة توسع شبكة المصالح التجارية التركية في بقية دول المغرب العربي التي شهدت طفرة في وتيرة الاستثمارات التركية مع رواج المنتجات التركية في الأسواق المغاربية على حساب المنتجات المحلية، ما دفع الى تضرر جزء من الشركات الصغيرة والمتوسطة في القطاع الخاص في هذه الدول من زيادة المنافسة التجارية التركية التي قلصت من فرص نمو اعمال وتجارة عديد من الشركات.

وقد سجل خلال العقد الماضي نمو ملحوظ في عدد الشركات التركية في دول المغرب العربي قاطبة وخاصة في تونس وأخيرا في ليبيا. ومثل نمو العلاقات والمصالح التركية المغاربية على حساب تراجع العلاقات التجارية والاستثمارية بين دول المغرب العربي ودول الخليج. وفسح هذا التراجع زيادة النفوذ التركي التجاري والاستثماري في هذه الدول.

وزادت الاتفاقيات التجارية والاقتصادية التفاضلية بين تركيا وبعض الدول المغرب العربي من ارتفاع نسبة مصالح تركيا في هذه الدول وإيراداتها على حساب تكبد الصناعات الوطنية في هذه الدول لخسائر كبيرة بسبب منافسة المنتجات التركية داخل الأسواق المغاربية التي زاد نسبة انتشارها بفضل الاستفادة من علاقات تفاضلية مع جهات حاكمة تجمع بينها علاقات ولاء وتقارب أيديولوجي أكثر منه مصلحي.

وتهدف تركيا لتوسيع منطقة تجارة الحرة في المغرب العربي لزيادة ترويج منتجات شركاتها على حساب المنتجات المحلية في هذه الدول الامر الذي أدى الى زيادة تضرر الشركات المحلية وفقدان لحصتها التسويقية في أسواق المنطقة.

زيادة الرفض الشعبي المغاربي للتدخل التركي

ظهر حراك شعبي داخل البرلمان التونسي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وتبنته بعض منظمات المجتمع المدني لرفض الانحياز وراء التدخل التركي في ليبيا. حيث زادت عدد الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي الرافضة للتدخل الأجنبي في تونس على سبيل المثال، وفضلا عن ذلك تصاعدت وتيرة دعوات شعبية تبنتها أحزاب سياسية[15] لإعادة تقييم العلاقات الاقتصادية مع تركيا التي فاقمت العجز التجاري التونسي.

ولعل أبرز حراك رافض للتدخل التركي في الشأن التونسي موافقة أكثر من 97 نائبا في البرلمان التونسي على استجواب رئيس مجلس نواب الشعب التونسي حول علاقته بتركيا وبرجب طيب أردوغان. وفي مقابل زيادة المعارضة التونسية للتدخل التركي زادت وتيرته بشكل واضح في ليبيا وعلى ما يبدو أن تعزيز المصالح التركية وخاصة من خلال تأمين مصالح تفاضلية على مستوى أنشطة التنقيب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن زيادة وتيرة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين أنقرة وتونس وحكومة الوفاق الليبية حول شراكات اقتصادية أحدثت غاياتها انشقاقاً عميقاً بين أطراف سياسية لكون أهدافها لا تخدم الصالح العام في تونس وليبيا، الى ذلك هناك انتقادات للتقارب التفاضلي والمصلحي بين أنقرة وجهات حاكمة في هذه الدول في إشارة للحركات الإسلامية المشاركة في الائتلاف الحاكم في تونس وليبيا.

هذه الحركات الإسلامية وان تمكنت من المشاركة في الحكم في كل من تونس وليبيا الا ان عجزها عن تحقيق تنمية حقيقية ورفع مستوى الاستثمار الخارجي وتحقيق تطلعات ناخبيها والطبقات الفقيرة التي دعمت صعودها ابان احتجاجات الريع العربي الى السلطة، هذا العجز يقلب في النهاية ميزان المصالح ويكشف حقيقة العلاقات التفاضلية بين الحركات الإسلامية وتركيا[16] التي كانت استفادتها من التقارب مع تونس وليبيا لصالح زيادة الترويج للهيمنة التركية بما في ذاك الهيمنة الثقافية فضلا عن رفع مستوى إيرادات التركية من التبادل التجاري بين أنقرة ودول المغرب العربي وفسح مجال أوسع للمستثمرين الأتراك مع بتسهيلات أكبر لزيادة تعزيز نفوذ الشركات التركية في هذه الدول.

وتحرص إسطنبول منذ ثورة الياسمين في تونس على تعزيز حضورها في المشهد الاقتصادي والسياسي التونسي. وسجلت الشراكة التركية التونسية التجارية طفرة كبيرة لصالح الاقتصاد التركي. وعقد أكثر من اجتماع لمجلس الشراكة التركية التونسية بحضور مكثف لممثلي القطاع الخاص التركي العاملين في قطاعات الطاقة، بناء السفن، السياحة، الخدمات اللوجستية والبناء وتمحورت اهم اهداف هذه الاجتماعات توسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة الحالية[17] بين البلدين.

 

 

المصدر: مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC)

 

الهوامش: 

[1] Turkey Minsitry of foreign affair, Turkey-Tunisia Economic and Trade Relations, http://www.mfa.gov.tr/turkey_s-commercial-and-economic-relations-with-tunisia.en.mfa
[2] Metin Gurcan, Why Turkey is trying to improve its profile in the Maghreb, AL Monitor, Jul 2020,
https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2020/07/turkey-libya-tunisia-morocco-ankara-trying-improve-profile.html#ixzz6TcWff3mb
[3] Turkey, Algeria eye $5 billion in bilateral trade, expand mutual investments, https://www.dailysabah.com/economy/2020/01/26/turkey-to-increase-bilateral-trade-volume-with-algeria-to-5-billion
[4] See, TOSYALI: “WE ARE READY TO INCREASE TRADE VOLUME WITH MAURITANIA”, https://www.deik.org.tr/press-releases-tosyali-we-are-ready-to-increase-trade-volume-with-mauritania
[5] Turkey-Libya Economic and Trade Relations, http://www.mfa.gov.tr/turkey_s-commercial-and-economic-relations-with-libya.en.mfa
[6] Turkey-Libya Business Council: Our Exports to Libya May Reach US$10 Billion, 10 july 2020, https://almarsad.co/en/2020/07/04/turkey-libya-business-council-our-exports-to-libya-may-reach-us10-billion/

[7]  أنظر البيانات التي يصدرها معهد الإحصاء التركي، https://tradingeconomics.com/turkey/exports-to-libya
[8] Turkey exports to Tunisia, https://tradingeconomics.com/turkey/exports-to-tunisia
[9] International crisis group, Avoiding a Populist Surge in Tunisia,BRIEFING  73 / MIDDLE EAST & NORTH AFRICA 4 MARCH 2020, https://www.crisisgroup.org/middle-east-north-africa/north-africa/tunisia/b73-tunisie-eviter-les-surencheres-populistes
[10] Hany Ghoraba,Tunisia’s Islamist Parliament Speaker in Hot Water Over Erdogan Meeting, Jan 2020, investigativeproject, https://www.investigativeproject.org/8277/tunisia-islamist-parliament-speaker-in-hot-water

[11] Azeem Ibrahim, ISPU Fellow, The Turkey Model: Does Turkey Offer a Model for Tunisia and Egypt?, Report, ISPU, APRIL 2013, https://www.ispu.org/wp-content/uploads/2013/05/2013_The-Turkey-Model.pdf
[12] Metin Gurcan, Why Turkey is trying to improve its profile in the Maghreb, AL Monitor, Jul 2020,
https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2020/07/turkey-libya-tunisia-morocco-ankara-trying-improve-profile.html#ixzz6TcWff3mb
[13] Metin Gurcan, Why Turkey is trying to improve its profile in the Maghreb, AL Monitor, Jul 2020,
https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2020/07/turkey-libya-tunisia-morocco-ankara-trying-improve-profile.html#ixzz6TcWff3mb
[14] Aygül Oktay, Foreign Language Teaching: A Problem in Turkish Education, Article (PDF Available) in Procedia – Social and Behavioral Sciences 174:584-593 · February 2015, DOI: 10.1016/j.sbspro.2015.01.587, https://www.researchgate.net/publication/277651559_Foreign_Language_Teaching_A_Problem_in_Turkish_Education

[15]   Tunisia: MPs Protest Against Ghannouchi’s Latest Visit to Turkey, https://allafrica.com/stories/202001160134.html, see also  Head of el Dostouri el Hor Abir moussi declarations on Turkish Tunisian economic relations.
[16] Monica Marks, Tunisia’s Islamists and the “Turkish Model”, Journal of Democracy 28(1):102-115 · January 2017, DOI: 10.1353/jod.2017.0009, https://www.researchgate.net/publication/312382632_Tunisia’s_Islamists_and_the_Turkish_Model
[17] NEW AGREEMENT FOR TRADE ENHANCEMENT SIGNED WITH TUNISIA, https://www.deik.org.tr/press-releases-new-agreement-for-trade-enhancement-br-signed-with-tunisia

Print Friendly, PDF & Email