هل بدأ العد التنازلي لأخطر مواجهة تخشاها البشرية؟

سلسلة تقارير حول توقعات مخاطر الحرب الروسية الأوكرانية: مواجهة نووية روسية أمريكية: 100 مليون ضحية في الساعات الأولى أحداث مهمة

1 مارس، 2022


الكويت، 1 مارس 2022 (MenaCC): تستبعد دراسة مؤشر أبوكاليبس لنهاية العالم إمكانية نشوب حرب عالمية جراء الصراع الروسي الأوكراني، حيث يكشف رصد لمركزMENACC مستندا على مؤشر تحديث توقعات مخاطر نهاية العالم التي ترمز لها عبارة (أبوكاليبس) بالاعتماد على التدقيق في تقديرات حدوث الحرب المدمرة التي يخشاها سكان العالم، الى أن حرب عالمية ثالثة لا يمكن حدوثها بصيغة الحرب العالمية الثانية وغير قابلة للتحقق، اذ ان احتمال نشوبها وعالميتها لا يمكن الا بمشاركة القوى العظمى وجلها قوى نووية، وان تصادمت هذه القوى فقد تستخدم أسلحة فتاكة قد تقضى على نصف سكان الأرضي وتمحو القوى العظمى نفسها من خارطة الكوكب.

ورغم أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب قصو ردا على ما اعتبره تصريحات غربية معادية لورسيا،يشير رصد المركز للمخاطر الى أن حرباً كونية تقليدية بحجم الحرب العالمية الثانية غير واردة اطلاقاً في ظل تطور أسلحة الدمار الشامل وتحديث ترسانة الأسلحة النووية والبيولوجية والتقنيات المتطورة التي تحول الحرب الى جحيم خاصة في ظل المخاوف من تداعيات استخدام المواد المشعة التي قد تكون حصيلتها مئات أضعاف ضحايا القنبلتين النوويتين التي أطلقتهما الولايات المتحدة على مدينتي ناجازاكي وهيروشيما في اليابان في 1945.

وفي حال نشب صدام بين القوى العظمى ليتحوّل الى حرب عالمية تشارك فيها عشرات الدول، فقد يتم استخدام أكثر الأسلحة فتكا لفرض النصر، اذ ان القوى الكبرى قد لا تثبت جدارتها وانتصارها الا باستخدام القوة النووية. وتدرك القوى العظمى بما فيها روسيا والولايات المتحدة جيدا ان التلويح بالسلاح النووي يتنزل فقط ضمن الحرب النفسية، لكن في الحقيقة إمكانية تطبيقه فرضية قد تدمر الدول النووية نفسها، حيث أن احتمال استخدام الأسلحة النووية مخاطرة كبرى قد تدفع القوى النووية الأخرى للرد بالمثل وهو ما قد يهدد وجود أمم برمتها ويمحوها من الخارطة.

لذلك قلّص الرئيس الأمريكي جو بايدن من احتمال وقوع حرب نووية شاملة أو حرب عالمية ثالثة لأنها ان حدثت قد تكون لا يصبح جزء كبير من العالم غير صالح للعيش فيه، وقد يدفع بمن تبقى على قيد الحياة الى الصراع من أجل البقاء في ظل استنزاف الموارد الطبيعية التي قد تصبح نسبة كبيرة منها ملوثة بالإشعاعات.

وتمتلك روسيا والولايات المتحدة لوحدها ما يكفي لتدمير الكوكب برمته، حيث قد تتجاوز حجم الرؤوس النووية لديهما مع الغلبة لروسيا أكثر من نحو 13 ألفاً[1]بزيادة قدرت بنحو 3 ألاف قنبلة مقارنة بعام 2013[2]. وتوقعت دراسات أن يموت 34.1 مليون شخص، واصابة 57.4 مليون آخرين، في غضون الساعات القليلة الأولى من بدء أي حرب نووية بين روسيا والولايات المتحدة[3]. كل قنبلة نووية متطورة لوحدها قادرة على قتل نحو 8 ملايين شخص[4] في رقعة جغرافية ذات كثافة سكانية عالية. أي أن نحو 100 قنبلة نووية ان ضرب بقاعا في الأرض قد تسقط نحو 800 مليون شخص، وأن 1000 قنبلة قادرة على قتل جل سكان الأرض جميعاً.

 

2022 ©  مركز الشرق الأوسط للاستشارات الاستراتيجية والسياسية MenaCC

مراجع:

[1] Martin Armstrong,The Countries Holding The World’s Nuclear Arsenal NUCLEAR DETERRENT, Jan 7, 2022, https://www.statista.com/chart/8301/the-countries-holding-the-worlds-nuclear-arsenal/

[2] Max Roser, Bastian Herre and Joe Hasell, Nuclear Weapons, 2013, https://ourworldindata.org/nuclear-weapons

[3] New Study on US-Russia nuclear war: 91.5 million casualties in first few hours, 2019, https://www.icanw.org/new_study_on_us_russia_nuclear_war

[4] تقديرات المركز وفق قياس معدل الوفيات المحتمل الناجم عن تفجير قنبلة نووية في مدن ذات كثافة سكانية عالية حسب توقعات قياس تطور القوة التدميرية للسلاح النووي حسب دراسات كثيرة